توزيع ألأضائة وتأثيره على اللقطة
تعتمد فنون التصوير الفوتوغرافي بمختلف أشكالها وعلومها في الأساس على الضوء، ففكرة التصوير الفوتوغرافي في أصلها تعتمد على مرور الضوء إلى داخل الكاميرا ومن خلال هذا الضوء تقوم الكاميرا بالتقاط الصورة عبر قراءتها للإشارات المارة عبر الضوء، هكذا هو الأمر بشكل بسيط للغاية، ومن هنا تأتي أهمية الإضاءة في التصوير الفوتوغرافي وأوضاعه ومختلف استخداماته، وأهمية استخدام الإضاءة في التصوير التي نتعرض لها في هذا المقال.
سنتعرف على كيفيات استخدام الإضاءة في التصوير الفوتوغرافي من خلال استعراض مجموعة من الحقائق المتعلقة بالإضاءة الخارجية المحيطة بالكاميرا أو بالعناصر المراد تصويرها، ومن خلال هذه الحقائق سنستكشف كيفية توظيف الإضاءة في ابتكار مجموعات مختلفة من الصور الفوتوغرافية الرائعة.
حقائق حول كيفيات استخدام الإضاءة في التصوير الفوتوغرافي
زيادة عرض نطاق الضوء تؤدي لزيادة نعومته وانتشاره
كلما صغر نطاق مصدر الضوء كلما كان الضوء أقوى وأشد، والعكس بالعكس، فكلما اتسع نطاق مصدر الضوء كلما قلت الظلال وانخفض التباين وتم تفادي تنسج الضوء وتحوله إلى أي شكل من أشكال الأنماط، والسبب في هذا يرجع لأن مصدر الضوء ذو النطاق الواسع يؤدي لانتشار الضوء من عدة اتجاهات وهو ما يعمل على تغطية الظلال بالضوء وإضافة المزيد من الضوء للمشهد بصورة عامة.
قرب مصدر الضوء يؤدي إلى زيادة اتساع دائرة الضوء حول العنصر
ابتعاد مصدر الضوء أيضاً يؤدي لزيادة صلابة الإضاءة والسبب هو أنه كلما اقترب مصدر الضوء من العنصر المراد تصويره كلما زادت شدة الإضاءة وتسليطها عليه، والعكس بالعكس فمع ابتعاد مصدر الضوء تصبح بؤرته ودائرته أضيق وبالتالي يقل تسليطه وتركيزه على العنصر المراد تصويره.
لا يتعلق هذا الأمر بمدى اتساع نطاق مصدر الضوء من عدمه، فالشمس على سبيل المثال والتي يبلغ قطرها 109 ضعف قطر الأرض، تمثل مصدر ضوء بنطاق هائل الاتساع، ولكن وبحساب ابتعاد الشمس عن الأرض بقرابة 93 مليون ميل، يحتاج ضوء الشمس إلى استغلال مساحة صغيرة من السماء لاختراقها وهو ما يؤدي لضيق بؤرته وبالتالي تقليل تركيز الضوء على عنصر محدد مع شيوع الضوء على العناصر الأخرى.
استخدام ناشر الضوء وتوسيع مصدر الإضاءة
عندما تنتشر السحب في السماء، تقل كثافة وقوة الظلال، وإذا أضفنا إليها قليلاً من الضباب تختفي الظلال نهائياً، وهذا بالضبط ما تقوم به ناشرات الضوء مثل Softbox الذي يمكنكم استخدامه في التصوير الداخلي لتقليل الظلال ونشر الضوء ومن ثَم زيادة نعومته، أو الاستعانة بالأيام الضبابية في التصوير الخارجية لمحاكاة نفس التأثير طبيعياً، ومن هنا تأتي أهمية ناشرات الضوء في استخدام الإضاءة في التصوير.
استخدام العاكسات في نشر الإضاءة
بتسليط مصدر ضوءٍ ضيق النطاق على سطح واسع غير لامع، لا يتم عكس الإضاءة فقط بل أيضاً يتم نشرها من خلال توزيعها على نطاق ومساحة أوسع، أما باستخدام عاكس إضاءة لامع، ستظل بؤرة الضوء المنعكسة على العنصر المراد تصويره ضيقة، ومع استخدام أقصى الأسطح لمعاناً وهي المرآة ستصل إلى أقصى درجات تركيز وضيق الضوء المنعكس على العنصر المراد تصويره.
ابتعاد مصدر الضوء عن العنصر المراد تصويره تؤدي لخفوت الضوء
تقول القاعدة أنه كلما ابتعد مصدر الضوء عن العنصر المراد تصويره كلما خفتت قوة الإضاءة على هذا العنصر بواقع وصول ربع قوة الإضاءة في حالة ابتعاد الضوء لضعف المسافة، قد يبدو الأمر معقداً قليلاً ولكن هكذا هي حسابات الضوء، ولتبسيطها يمكن شرح الأمر بعبارة أخرى، فكلما ابتعدت بمصدر الضوء عن العنصر المراد تصويره، أو كلما ابتعد العنصر عن مصدر الضوء كلما قلت قوة ونسبة هذا الضوء، وهو ما يقل أيضاً في حالة انعكاس الضوء من على عاكس حتى لو كان أكثر العاكسات لمعاناً.
علاقة مسافة مصدر الضوء بخلفية عنصر التصوير
إذا أردت زيادة قوة الضوء على خلفية العنصر المرادة تصويره قم بإبعاد مصدر الضوء قليلاً عن العنصر والعكس بالعكس في حالة ما إن كنت تريد تعتيم الخلفية وراء العنصر المراد تصويره، وهي القاعدة التي يمكن تطبيقها أيضاً على الإضاءة الجانبية، فكلما اقترب مصدر الضوء من جانب العنصر المراد تصويره كلما زادت حدة حواف هذا العنصر بسبب إظلام الخلفية المحيطة به.
تأثير موقع مصدر الضوء على إبراز بنية العناصر
موقع مصدر الضوء من العنصر المراد تصويره هو أحد أهم النقاط التي يجب الاهتمام بها في استخدام الإضاءة في التصوير، وباختلاف وضع التصوير الذي تنوي القيام به يختلف موقع مصدر الضوء الذي يجب عليك الاستعانة به، ففي حالة تصوير صور بورتريه مثلاً يقوم المصور بتوجيه مصدر الضوء من موقع أمام العنصر المراد تصويره من أجل إخفاء تجعدات ومنحنيات الجلد، أما في حالة تصوير المناظر الطبيعية فيقوم المصور بتوجيه الضوء من الجانب لإظهار تكوينات الصخور والأشجار وغيرها.
استخدام الظلال
يؤدي الحصول على الظلال إلى محاكاة التصوير ثلاثي الأبعاد في التصوير الفوتوغرافي العادي، والتصوير ثلاثي الأبعاد يقصد بها هنا هو إظهار العنصر المراد تصويره في مساحة تتسم بالعمق بينه وبين باقي عناصر الصورة بحيث لا يظهر وكأنه فوق سطح مسطح بالكامل.
ويمكن الحصول على هذا التأثير من خلال خلق الظلال وهو ما يمكن الحصول عليه من خلال تغيير موقع الإضاءة بالاستعانة بوضع مصدر الضوء على جانب أو أعلى أو أسفل العنصر المراد تصويره.
للضوء لون حتى إن لم تكن تراه
حتى وإن لم يكن بإمكانك أن تراه بعينك إلا أن للضوء لونٌ تقوم أعيننا وعقولنا بتعديله بمهارة حتى لا نلاحظه وبالتالي لا يؤثر على رؤيتنا للأشياء، والأفلام الفوتوغرافية الكلاسيكية وأيضاً المستشعرات الرقمية الحديثة يمكنها أن تلتقط هذا اللون وتسجله، وهو ما نعرفه باسم درجة حرارة الضوء.
وتختلف درجة حرارة الضوء أو لونه باختلاف مصدر الضوء في الأضواء الصناعية وباختلاف التوقيت وطبيعة الطقس في الأضواء الطبيعية، فالصباح وفترة ما بعد الظهيرة تتسم بدرجة الحرارة الدافئة المائلة للون الأصفر إلى البرتقالي، أما منتصف اليوم في ظل وجود ضباب أو سحب فيتسم باللون الأزرق أو البارد، بينما أضواء التنغستن تعطي لوناً أصفراً واضحاً، كما يمكن أن يتغير لون الضوء بتغير طبيعة ولون السطح الذي ينعكس الضوء من عليه.